يعتبر طائر الكناري من أشهر الطيور المنزلية في العالم، وذلك لجمال ألوانه وعذوبة تغريده منذ القدم، جذب هذا الطائر اهتمام المربين ومحبي الطيور بسبب مظهره الرائع وصوته المميز. يتميز الكناري بقدرته على التأقلم مع الحياة المنزلية، مما يجعله خيارًا شائعًا لتربية الطيور لدى العديد من العائلات في مختلف الدول العربية، في هذا المقال، سنتناول كل ما يتعلق بطائر الكناري، بدءًا من تعريفه وأنواعه، إلى سلوكه وطريقة تربيته في المنزل، مع تسليط الضوء على أهم الجوانب التي يجب مراعاتها لضمان رعاية مثلى لهذا الطائر الجميل.
طائر الكناري
طائر الكناري هو طائر مغرد ينتمي إلى عائلة الشرشوريات (Fringillidae) وتمتد أصوله إلى جزر الكناري وجزر الأزور وماديرا، الكناري طائر صغير الحجم، حيث يتراوح طوله بين 12 إلى 20 سنتيمترًا ويزن حوالي 15 إلى 25 غرامًا. يتميز بألوانه الزاهية، التي تتراوح من الأصفر الفاتح إلى البرتقالي والأخضر، إضافة إلى وجود بعض الأنواع ذات الريش المخطط أو المزخرف، يُشتهر الكناري بتغريده الجميل والمستمر، خاصةً الذكور، الذين يُعتبر تغريدهم وسيلة لجذب الإناث خلال موسم التزاوج.
أنواع طيور الكناري
تنقسم أنواع طيور الكناري إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
- طيور الكناري المغردة: مثل الكناري الرولر والكناري الأمريكي المغرد، وتُعرف بقدرتها على التغريد بتنوع واسع من النغمات والصوتيات. الكناري الرولر الألماني من أشهر هذه الأنواع ويتميز بتغريده الناعم والمستمر.
- طيور الكناري ذات الألوان: يتميز هذا النوع بتعدد ألوانه، مثل الكناري الأحمر، الذي يُعد من أكثر الأنواع تميزًا وجاذبية بفضل لونه الفاقع.
- طيور الكناري ذات الشكل: تختلف هذه الأنواع من حيث الشكل الجسدي، مثل الكناري البلجيكي والكناري اليوركشاير، اللذين يتميزان بأجسام طويلة ورشيقة وريش فريد.
تتنوع هذه الأنواع في مظهرها وأصواتها، مما يجعلها محط اهتمام مربين الطيور، حيث يمكن اختيار النوع المناسب حسب التفضيل الشخصي للمربي.
موطن طيور الكناري
الموطن الأصلي لـ طيور الكناري هو جزر الكناري وجزر الأزور وماديرا الواقعة في المحيط الأطلسي، وهي مناطق تتميز بمناخها المعتدل وطبيعتها الساحلية والجبلية، في البرية، تعيش طيور الكناري في الغابات المفتوحة والمناطق الزراعية، حيث تفضل العيش في التجمعات الصغيرة، تُعتبر هذه الطيور مقاومة لتغيرات الطقس وتتكيف بسهولة مع بيئات جديدة، مما يجعلها مناسبة للتربية في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الدول العربية التي تتمتع بمناخ دافئ ومعتدل.
غذاء طيور الكناري
تلعب التغذية السليمة دورًا محوريًا في صحة وحيوية طيور الكناري، يعتمد النظام الغذائي الأساسي لطائر الكناري على خليط من البذور، مثل بذور الكناري، وبذور النيجر، وبذور الدخن، ومع ذلك يجب تنويع النظام الغذائي لضمان حصول الطائر على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها.
- الخضروات والفواكه: مثل التفاح، الجزر، السبانخ، الخس، والبروكلي، هذه الأطعمة توفر الفيتامينات والمعادن الأساسية التي تساهم في تعزيز صحة الطائر وتحسين جودة ريشه.
- البروتينات: يمكن تقديم البيض المسلوق المهروس كمصدر جيد للبروتين، خاصة خلال موسم التكاثر.
- الماء: يجب توفير الماء النظيف والعذب بشكل دائم، وتغييره يوميًا لمنع التلوث والبكتيريا.
من المهم أيضًا تجنب تقديم بعض الأطعمة الضارة مثل الأفوكادو والشوكولاتة والملح، حيث يمكن أن تكون سامة للكناري.
تكاثر طيور الكناري
عملية تكاثر طيور الكناري تعتبر من الأمور السهلة نسبيًا إذا توفرت الظروف المناسبة، يبدأ موسم التكاثر عادة في فصل الربيع، حيث يزداد تغريد الذكور لجذب الإناث، خلال هذه الفترة يجب توفير قفص واسع ومجهز بعش مصنوع من الألياف الطبيعية مثل القش أو الخيوط.
- البيض والحضانة: تضع الأنثى من 3 إلى 6 بيضات، وتبدأ فترة الحضانة التي تستمر حوالي 14 يومًا. خلال هذه الفترة، يجب الحفاظ على درجة حرارة معتدلة وتجنب تحريك العش أو القفص.
- رعاية الفراخ: بعد الفقس، تعتمد الفراخ على الأم في التغذية خلال الأسابيع الأولى من حياتها. يمكن تقديم البيض المسلوق المهروس للأنثى لتعزيز تغذية الفراخ، بعد حوالي 4 إلى 6 أسابيع، تبدأ الفراخ في الاعتماد على نفسها وتبدأ في الخروج من العش.
التكاثر الناجح يتطلب بيئة هادئة ومستقرة، لذا يجب تجنب الضوضاء أو التحركات المفاجئة قرب القفص خلال هذه الفترة الحساسة.
سلوك طيور الكناري
تُعرف طيور الكناري بسلوكها الاجتماعي والهادئ، لكنها تميل إلى العيش منفردة أو في أزواج خلال موسم التكاثر، الذكور بشكل خاص هي التي تُصدر التغريدات الجميلة، وهي وسيلة للتعبير عن المزاج وجذب الإناث، الكناري طائر نشط يحب الطيران والحركة داخل القفص، لذا يُفضل توفير قفص كبير يتيح له حرية الطيران.
الكناري طائر لا يميل للعب المباشر مع البشر مثل بعض الطيور الأخرى، ولكنه يستمتع بالمراقبة والتفاعل البسيط مع مربيه، كما يحب الكناري الاستحمام بانتظام، لذا يجب توفير وعاء صغير من الماء ليتمكن من تنظيف ريشه.
تربية الكناري في المنزل
تربية الكناري في المنزل تعتبر تجربة رائعة لمحبي الطيور، فهي سهلة وممتعة، لضمان بيئة صحية ومريحة لطائر الكناري، هناك عدة عوامل يجب مراعاتها:
- القفص: يجب أن يكون القفص كبيرًا بما يكفي لتمكين الطائر من الطيران بحرية داخله، يُفضل أن يكون مصنوعًا من مواد آمنة وخالية من الطلاء السام، كما يجب أن يكون القفص مزودًا بجثمات متعددة لجلوس الطائر عليها.
- التغذية: تقديم طعام متنوع ومتوازن يوميًا، يشمل البذور والخضروات والفواكه الطازجة.
- النظافة: تنظيف القفص بانتظام وتغيير الماء يوميًا للحفاظ على صحة الطائر، يُفضل غسل أواني الطعام والماء بشكل دوري لمنع تكاثر البكتيريا.
- التفاعل: على الرغم من أن الكناري ليس طائرًا اجتماعيًا مع البشر، إلا أنه يستجيب للموسيقى والأصوات الهادئة، يفضل تركه في مكان هادئ بعيد عن الضوضاء، خاصة في فترة الراحة.
- الإضاءة: يُنصح بتعريض الكناري للضوء الطبيعي، حيث يلعب الضوء دورًا مهمًا في تنظيم ساعته البيولوجية وتحفيزه على التغريد والتكاثر، ولكن يجب تجنب تعريضه لأشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة.
في النهاية، تُعتبر تربية طيور الكناري في المنزل تجربة ممتعة تمنح أصحابها فرصة للاستمتاع بجمال الطيور وعذوبة تغريدها، بفضل سهولة رعايتها وقدرتها على التكيف مع البيئة المنزلية، يمكن لأي شخص سواء كان مبتدئًا أو خبيرًا، أن يعتني بالكناري ويستمتع بصحبته، لضمان صحة وسعادة الكناري يجب الالتزام بتقديم نظام غذائي متوازن، والاهتمام بنظافة القفص، وتوفير بيئة هادئة ومريحة.
إرسال تعليق